أحدث العلاجات للتصلب المتعدد
مرض التصلب العصبي المتعدد يحدث بسبب مشكلة المناعة الذاتية التي تجعل الجهاز المناعي للمريض يهاجم الجهاز العصبي المركزي وخاصةً طبقة الميالين، وهي مادة دهنية تحيط بالألياف العصبية لحمايتها. بدون هذه الطبقة الخارجية الواقية، تصبح الخلايا العصبية عرضة للتلف، مما يمنع المخ من التواصل بجميع أنحاء الجسم من خلال إرسال أو استقبال الإشارات العصبية، وبالتالي تظهر مشاكل في الرؤية والاتزان والتنسيق والتحكم في العضلات ووظائف الجسم الأساسية الأخرى.
تختلف الأعراض من شخص لآخر، فبعضها لديه أعراض خفيفة بينما قد يعاني البعض الآخر من أعراض شديدة لدرجة تمنعهم من استكمال مهامهم اليومية.
يظهر مرض التصلب المتعدد في صورة هجمات التي من الضروري السيطرة عليها؛ لذا تتوافر عدة أدوية التي تختلف في طريقة عملها لتتناسب مع أنواع التصلب المتعدد المختلفة. تسعى الأبحاث العلمية باستمرار على العمل على اكتشاف كل ما هو مفيد للسيطرة على التصلب المتعدد وتوفير أدوية أكثر أمان وفاعلية وأسهل في طريقة تطبيقها للمريض.
كيف يتم اعتماد العلاج الدوائي؟
تتعدد خطوات الاكتشاف الدوائي، بدايةً من الدراسات الاستكشافية وتصنيع المركب، ثم تجربته على الفئران لمدة 5 سنوات على الأقل.
ثم تجرى العديد من التجارب السريرية على الأشخاص المصابين بمرض التصلب المتعدد حيث تمر بعدة مراحل قبل أن تحصل على موافقة إدارة الغذاء والدواء.
1- المرحلة الصفرية: يشارك بها عدد محدود من المرضى.
2- المرحلة الأولى: تركز على مدى أمان الدواء وتتضمن مجموعة صغيرة من المشاركين (من 20 إلى 100) لمدة تتراوح من عام إلى عام ونصف.
3- المرحلة الثانية: يهدف الباحثون إلى تقييم مدى فاعلية الدواء في مرض التصلب العصبي المتعدد، وكذلك مواصلة تقييمات السلامة السابقة التي تم الحصول عليها من المرحلة الأولى. تتضمن تلك المرحلة مجموعات متوسطة الحجم من المرضى (من 20 إلى 300) لمدة عامين.
4- المرحلة الثالثة: تتضمن عادةً مجموعة أكبر من المشاركين (من 300 إلى 3000) لمدة عامين ونصف، وتهدف تلك المرحلة إلى توفير التقييم النهائي لمدى فاعلية وأمان المركب، كما تعد المرحلة الأخيرة من تطوير الدواء ويتبعها تقديمه إلى الهيئات التنظيمية المناسبة مثل منظمة الدواء والغذاء العالمية (FDA) للحصول على موافقة للتسويق، التي تتزامن مع مراقبة ما بعد التسويق.
سوف نستعرض لحضراتكم في هذا المقال أهم وأشهر المركبات الواعدة لعلاج مرض التصلب المتعدد والسيطرة الأفضل على هجماته.
أبحاث المرحلة الثانية:
1- إيبوديلاست Ibudilast:
- يستخدم Ibudilast حاليًا لعلاج الربو وبعض مضاعفات السكتة الدماغية في آسيا، وتتم دراسته لعلاج التصلب المتعدد التقدمي. يتم تناول Ibudilast على شكل أقراص مرتين يوميًا.
- خلال دراسة المرحلة الثانية لدى الأشخاص المصابين بالتصلب المتعدد التقدمي، وجد أن هذا المركب أبطء فقدان حجم المخ بمقدار النصف تقريبًا مقارنةً بالدواء الوهمي، لذا ثبت أن له تأثير في منع تطور الإعاقة، حيث يعمل من خلال:
خصائص مضادة للالتهابات: يثبط إنزيم الفسفوديستراز phosphodiesterase، مما يقلل الالتهاب ويعمل على عدد من العمليات الكيميائية الحيوية المرتبطة بتلف الأعصاب؛ مما يعزز إصلاح الميالين.
خصائص الحماية العصبية: يخفف الالتهاب العصبي الكامن وراء أعراض مرض التصلب العصبي المتعدد عن طريق منع نشاط البروتينات المؤيدة للالتهابات، كما يقدم حماية من موت الخلايا، والذي قد يكون مفيدًا في مرض التصلب العصبي المتعدد في تقليل فقدان الخلايا العصبية.
- تشمل آثاره الجانبية الأكثر شيوعًا: الغثيان والإسهال وآلام البطن والاكتئاب والطفح الجلدي والإرهاق.
2- أميسليمود Amiselimod:
- تتم دراسة Amiselimod لعلاج مرض التصلب المتعدد المنتكس، يتم تناوله على شكل قرص مرة يوميًا.
- يعمل Amiselimod بطريقة مشابهة للفينجوليمود (gylenia) ، حيث يرتبط بالمستقبلات الموجودة على الخلايا المناعية، ليمنع الخلايا الليمفاوية من الخروج من العقد الليمفاوية وبالتالي يمنعها من إتلاف الميالين؛ مما يجعل هذا المركب مضاد للالتهاب.
- يهدف العلاج إلى تقليل تلف الأعصاب المستمر وإبطاء تقدم مرض التصلب العصبي المتعدد عن طريق تقليل الالتهاب، كما وجد الباحثون أن مع تناول الجرعات المرتفعة من Amiselimod ينخفض معدل الانتكاس.
3- ATL1102:
تتم دراسة ال ATL1102لعلاج مرض التصلب المتعدد المنتكس ويتم حقنه تحت الجلد، حيث يعمل بطريقة مشابهة للناتاليزوماب (Tysabri) ويقوم بتغيير سلوك نوع من الخلايا المناعية (T-cells)، ويمنعها من دخول الجهاز العصبي المركزي؛ مما يقلل من تطور المرض.
4- زورايجراست Zaurategrast:
يعمل Zaurategrast بطريقة مشابهة للناتاليزوماب (Tysabri) ، حيث يمنع الخلايا المناعية من التحرك عبر جدران الأوعية الدموية للوصول إلى الأنسجة الملتهبة المختلفة، بما في ذلك المخ؛ مما يمنع ردود الفعل المناعية المفرطة وتلف الأنسجة اللاحق لتحرك الخلايا المناعية غير المنضبط كما هو الحال في التصلب المتعدد، وهو مركب يؤخذ عن طريق الفم.
5- كليماستين فومارات Clemastine fumarate:
- يستخدم هذا الدواء حاليًا كمضاد للهستامين للتخفيف من أعراض الحساسية، ومعروف أيضًا بإسم ميكلاستين meclastin، ويتم تناوله كأقراص أو سائل عن طريق الفم.
- أثبت المركب أداءً جيدًا في المرحلة الثانية من التجارب السريرية لمرضى التصلب المتعدد، حيث تمكن من تقليل النشاط المناعي، وساعد في تعزيز إصلاح الميالين.
6- الإستروجين:
لقد ثبت أن هرمون الإستروجين مضاد للالتهابات وواقي للأعصاب في مجموعة متنوعة من الأمراض العصبية حتى في حالات تواجد الالتهابات. ركزت الأبحاث في هذا المجال على فاعليته كعلاج لتقليل أعراض التصلب المتعدد المتكرر المنتكس في النساء غير الحوامل.
7- زراعة الخلايا الجذعية:
لمعرفة كافة التفاصيل يمكنك قراءة مقال أحدث الأبحاث في علاج التصلب المتعدد.
8- تيمليماب Temelimab:
- تتم دراسة التيمليماب لعلاج مرض التصلب العصبي المتعدد المنتكس والتقدمي، يؤخذ كحقنة مرة واحدة شهريًا.
- يمنع Temelimab تأثير البروتين المتواجد في المخ في مرض التصلب العصبي المتعدد والذي ثبت أنه يسبب الالتهاب ويقلل من إعادة تكوين الميالين، لذا تشير نتائج التجارب السريرية إلى أن تيمليماب قد يعزز عملية إعادة الميالين .
أبحاث المرحلة الثالثة:
1- ماسيتينيب Masitinib:
- يستخدم الماسيتينيب حالياً كدواء مضاد للسرطان، وتتم دراسته لعلاج مرض التصلب المتعدد التقدمي الأولي والثانوي. يتم تناوله كأقراص مرتين يوميًا.
- الماسيتينيب هو مُعدل مناعي، حيث يمنع العمليات الكيميائية الحيوية المرتبطة بالالتهابات وبالتالي يثبط الهجمات المناعية التي تحدث في مرض التصلب العصبي المتعدد.
2- أبليتوكسيماب Ublituximab:
- تتم دراسة Ublituximab لعلاج الانتكاس المتكرر لمرض التصلب العصبي المتعدد ويؤخذ على طريق الحقن.
- هذا المركب يعمل بطريقة مشابهة للأوكرليزوماب (Ocrevus)، وذلك عن طريق تقليل نوع الخلايا الليمفاوية التي تهاجم طبقة الميالين في مرض التصلب المتعدد.
3- إيفوبروتينيب Evobrutinib:
- تتم دراسة الإيفوبروتينيب لعلاج التصلب المتعدد المنتكس (MS) ويتم تناوله كأقراص مرة أو مرتين يوميًا.
- يثبط Evobrutinib تنشيط الخلايا التي تشارك في الاستجابة المناعية التي تدمر طبقة الميالين المحيطة بالأعصاب، مما يُخفض معدل الانتكاس السنوي.
4- سيمفاستاتين Simvastatin:
- يستخدم السيمفاستاتين (Zocor) حالياً كخافض للكوليسترول، وتتم دراسته لعلاج التصلب المتعدد التقدمي الثانوي، يتم تناوله على هيئة أقراص مرة واحدة يوميًا.
- خلال الدراسات، استطاع سيمفاستاتين الحد من ضمور الدماغ في مرض التصلب المتعدد التقدمي الثانوي لما له من قدرة على تقليل الالتهاب وقد يكون له تأثيرات عصبية.
ما زال هناك آمال متعددة ومبشرة تنتظر كل مرضى التصلب المتعدد، مما يدعو إلى التفاؤل، طالما كان المريض يهتم باستشارة أستاذ دكتور عمرو حسن الحسني استشاري وأستاذ المخ والأعصاب الباطني، الذي يحرص دائمًا على الاطلاع على أحدث الأبحاث والإكتشافات التي تتوالى على مستوى العالم لتقديم أفضل رعاية لمريض التصلب المتعدد.